الشوارع مليئة بالأغراب. إنهم أشرار. يسرقون ويخطفون و يقتلون و يغتصبون.
تتأثر أمي كثيرًا بهذه الحكايات التي لا تخلو منها الصحف ولا أحاديث ربات البيوت.
فتكون وصيتها دائمًا قبل خروجي من البيت هي:" - لا تخاطبي أحدًا لا تعرفينه
- لا تركبي مواصلة عامة إن لم تكن بها فتيات – لا تركبي تاكسي وحدك..."
القاهرة أصبحت بلا أمان. فهي عدوانية ولا ترحم. لست أدري كيف تكون بلا أمان و هي ساهرة أبدا. لكنها كذلك فهذا ما قالته أمي.
كنت مع أخي في السيارة. صفها أمام المطعم و نزل ليأتي بالعشاء و بقيت وحدي أستمع للراديو. بعد لحظات أتى أربعة شباب يبدو في هيئتهم الإجرام. أجسادهم قوية و عضلاتهم مفتولة. كل منهم يحمل كيسًا أو أكثر. لا بد أن بالأكياس أدواتهم في الشر. لربما بها سكين أو بلطة أو لربما مسدس. يا ماما إنه هو الرعب بعينه. الشارع فرعي و مظلم. كل السيارات مصفوفة و ساكنة. نظرت حولي لربما أجد من أستنجد به إن حاولوا أن يؤذوني. لم أجد بشرًا فقط القطط و الكلاب. يا ويلي, هل سيطعمونني للكلاب كي يمحو الادلة؟
اقتربوا من سيارتي فأخرجت هاتفي حتى أتصل بأخي- لقد نفد رصيدي! كالعادة! لماذا تأخر أخي؟ إقتربت من
المقود كي أضغط على الزمّور... لا يعمل! لماذا يا أبي اشتريت اللادا؟
اقتربوا أكثر. قلت أشهد أن لا إله إلا الله... تخطوا سيارتي فسمعتهم يتحدثون بصوتهم المزعج و لم أتبين من حديثهم إلا كلمة "حتة".. ترى أيقصد "حتة" حشيش أم "حتة" سلاح؟
الحمد لله أنهم تخطوني, لكنهم اتجهوا لسيارة أخرى. إن سرقوها سأكون أنا الشاهدة عليهم.
فتحوها.. بمفتاح! ركبوا. جلسوا- ضحكوا- فتحوا الأكياس...
أخرج كل منهم ساندويشًا و راح يأكله.
هكذا؟ "حتة" لحم أو دجاج بلا جريمة؟
أية جريمة و نحن في منطقة سكنية و أمام مطعم يقدم خدماته 24 ساعة؟
لكن! العضلات؟ هل هي مفتولة لأنهم يمارسون الرياضة؟
جلست في ذهول و بعد أن راحت الدهشة بدأت أشعر أنني حمقاء
أتى أخي محملا بالأكياس. كيس لي و كيس له و كيس للعصير.. تمامًا كأكياس الشباب- لكني الان أعلم تمامًا ما بداخلها.
زينة جامع
7-8-2009
تتأثر أمي كثيرًا بهذه الحكايات التي لا تخلو منها الصحف ولا أحاديث ربات البيوت.
فتكون وصيتها دائمًا قبل خروجي من البيت هي:" - لا تخاطبي أحدًا لا تعرفينه
- لا تركبي مواصلة عامة إن لم تكن بها فتيات – لا تركبي تاكسي وحدك..."
القاهرة أصبحت بلا أمان. فهي عدوانية ولا ترحم. لست أدري كيف تكون بلا أمان و هي ساهرة أبدا. لكنها كذلك فهذا ما قالته أمي.
كنت مع أخي في السيارة. صفها أمام المطعم و نزل ليأتي بالعشاء و بقيت وحدي أستمع للراديو. بعد لحظات أتى أربعة شباب يبدو في هيئتهم الإجرام. أجسادهم قوية و عضلاتهم مفتولة. كل منهم يحمل كيسًا أو أكثر. لا بد أن بالأكياس أدواتهم في الشر. لربما بها سكين أو بلطة أو لربما مسدس. يا ماما إنه هو الرعب بعينه. الشارع فرعي و مظلم. كل السيارات مصفوفة و ساكنة. نظرت حولي لربما أجد من أستنجد به إن حاولوا أن يؤذوني. لم أجد بشرًا فقط القطط و الكلاب. يا ويلي, هل سيطعمونني للكلاب كي يمحو الادلة؟
اقتربوا من سيارتي فأخرجت هاتفي حتى أتصل بأخي- لقد نفد رصيدي! كالعادة! لماذا تأخر أخي؟ إقتربت من
المقود كي أضغط على الزمّور... لا يعمل! لماذا يا أبي اشتريت اللادا؟
اقتربوا أكثر. قلت أشهد أن لا إله إلا الله... تخطوا سيارتي فسمعتهم يتحدثون بصوتهم المزعج و لم أتبين من حديثهم إلا كلمة "حتة".. ترى أيقصد "حتة" حشيش أم "حتة" سلاح؟
الحمد لله أنهم تخطوني, لكنهم اتجهوا لسيارة أخرى. إن سرقوها سأكون أنا الشاهدة عليهم.
فتحوها.. بمفتاح! ركبوا. جلسوا- ضحكوا- فتحوا الأكياس...
أخرج كل منهم ساندويشًا و راح يأكله.
هكذا؟ "حتة" لحم أو دجاج بلا جريمة؟
أية جريمة و نحن في منطقة سكنية و أمام مطعم يقدم خدماته 24 ساعة؟
لكن! العضلات؟ هل هي مفتولة لأنهم يمارسون الرياضة؟
جلست في ذهول و بعد أن راحت الدهشة بدأت أشعر أنني حمقاء
أتى أخي محملا بالأكياس. كيس لي و كيس له و كيس للعصير.. تمامًا كأكياس الشباب- لكني الان أعلم تمامًا ما بداخلها.
زينة جامع
7-8-2009
6 comments:
3arfa ya zeina enek wa23ty 2lby fy reglaya wallahi ..eftakaret enoh 7aga 5ateera begad we dah besabab tar2etek fel sarad ely kolaha suspence ya zoza:))i like ur article sooooooooooo much ya 7abebt 2lby! ur way is soo helarious and innocent and expressive:)) go go go go my sweetest writer..i agree cairo is now merciless rabenah ye7fazek ya 7abebty men kol sharr ameeeeeeeeeeeeeen!!
thanks sara a lot, i am speechless to what u told me,
glad that u liked it, and sorry enny wa2a3t albek :)
قلنا مئة مرة من قبل لا للتحيزات المسبقة!
..
بس بجد جميل وصفك لكل تلك المشاعر :)
وكتابتك بالعربية جميلة برضه :)
مودتيf
Great short story ya Xena..i am really impressed
Omar El-Rifai
Thank you Omar, this is really so nice of u
glad to hear from you
Zeina
Rozza
thx dear, I always appreciate ur opinion
love, Zeina
Post a Comment