Friday, August 07, 2009

في السيارة


الشوارع مليئة بالأغراب. إنهم أشرار. يسرقون ويخطفون و يقتلون و يغتصبون.
تتأثر أمي كثيرًا بهذه الحكايات التي لا تخلو منها الصحف ولا أحاديث ربات البيوت.
فتكون وصيتها دائمًا قبل خروجي من البيت هي:" - لا تخاطبي أحدًا لا تعرفينه
- لا تركبي مواصلة عامة إن لم تكن بها فتيات – لا تركبي تاكسي وحدك..."
القاهرة أصبحت بلا أمان. فهي عدوانية ولا ترحم. لست أدري كيف تكون بلا أمان و هي ساهرة أبدا. لكنها كذلك فهذا ما قالته أمي.

كنت مع أخي في السيارة. صفها أمام المطعم و نزل ليأتي بالعشاء و بقيت وحدي أستمع للراديو. بعد لحظات أتى أربعة شباب يبدو في هيئتهم الإجرام. أجسادهم قوية و عضلاتهم مفتولة. كل منهم يحمل كيسًا أو أكثر. لا بد أن بالأكياس أدواتهم في الشر. لربما بها سكين أو بلطة أو لربما مسدس. يا ماما إنه هو الرعب بعينه. الشارع فرعي و مظلم. كل السيارات مصفوفة و ساكنة. نظرت حولي لربما أجد من أستنجد به إن حاولوا أن يؤذوني. لم أجد بشرًا فقط القطط و الكلاب. يا ويلي, هل سيطعمونني للكلاب كي يمحو الادلة؟
اقتربوا من سيارتي فأخرجت هاتفي حتى أتصل بأخي- لقد نفد رصيدي! كالعادة! لماذا تأخر أخي؟ إقتربت من
المقود كي أضغط على الزمّور... لا يعمل! لماذا يا أبي اشتريت اللادا؟
اقتربوا أكثر. قلت أشهد أن لا إله إلا الله... تخطوا سيارتي فسمعتهم يتحدثون بصوتهم المزعج و لم أتبين من حديثهم إلا كلمة "حتة".. ترى أيقصد "حتة" حشيش أم "حتة" سلاح؟
الحمد لله أنهم تخطوني, لكنهم اتجهوا لسيارة أخرى. إن سرقوها سأكون أنا الشاهدة عليهم.
فتحوها.. بمفتاح! ركبوا. جلسوا- ضحكوا- فتحوا الأكياس...

أخرج كل منهم ساندويشًا و راح يأكله.

هكذا؟ "حتة" لحم أو دجاج بلا جريمة؟
أية جريمة و نحن في منطقة سكنية و أمام مطعم يقدم خدماته 24 ساعة؟
لكن! العضلات؟ هل هي مفتولة لأنهم يمارسون الرياضة؟


جلست في ذهول و بعد أن راحت الدهشة بدأت أشعر أنني حمقاء
أتى أخي محملا بالأكياس. كيس لي و كيس له و كيس للعصير.. تمامًا كأكياس الشباب- لكني الان أعلم تمامًا ما بداخلها.

زينة جامع
7-8-2009