Sunday, June 19, 2011

وعليكم السلام



وعليكم السلام


لسعتني شمس منتصف النهار. ذهبت للبنك سيرا لأن الطريق اتجاه واحد ولو سألت سيارة أجرة لتذمر السائق وتنمر لأن اللفة بعيدة.

وصلت الحمد لله، أخرجت منديلا من حقيبتي، مسحت عرقي وارتسمت الجدية وتوجهت للموظفين.

أعرف أن أغلب من يعملون في هذا المكان مسيحيون فافترضت أن "السلام عليكم" لربما تضايقهم أو لربما لن يردوها. هكذا يقول الناس.

"صباح الخير"، قلتها بابتسامة جدية. منهم من رد ومنهم من لم يرد ومنهم من أومأ برأسه ومنهم من لم ينتبه حتى إلي.

تقدمت إليهم بغرضي، فباشروه ولم يتأخروا، أدوا عملهم على أكمل وجه وتابعوني حتى أوشكت على الانتهاء فدخل رجل واقترب من الموظفين بجدية وابتسامة هو الآخر. وكان الصليب كبيرا واضحا على يده اليمنى، ثم قال بحزم وقوة :"السلام عليكم".
اعتدلوا في جلستهم وردوا عليه في نفس واحد بذات الابتسامة والقوة والحزم "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".

تركت المكان وكلي خزي لأني سمحت للآخرين باللعب في أذنيّ.

زينة أبو جامع

No comments: