Monday, June 20, 2011

ما سر حب السينما المصرية لفتيات الليل؟

"محمد هنيدي في فيلم "جاءنا البيان التالي
ما سر حب السينما المصرية لفتيات الليل؟

عرفت السينما المصرية –للأسف- بالكليشيهات. فإما يتكرر المشهد في أفلام مختلفة، أو تتكرر الفكرة أو تستنسخ روح الفيلم في أفلام أخرى. فجملة "بحبه يا بابا بحبه" اشتهرت الأفلام المصرية القديمة بها كذلك الصرخة المصرية  البديلة لـ"أين أنت يا روميو" الشهيرة وهي "أحماااااااااااد" ---- "منااااااااااااااااااااااااااااا".

وانتشرت منذ نهاية التسعينيات خاصة بعد فيلم إسماعيلية رايح جاي 1997 موضة الأفلام "الشبابية". فصب صناع الأفلام كل مجهودهم وأموالهم على إنتاج أفلام شبابية....لا يهم الفكر أو المغزى أو حتى القصة...المهم أن تكون شبابية والسلام رغم أني لا أفهم تحديدا معنى الكلمة لكن تصوري يوحي لي أن الأبطال مجموعة من الشباب وتدور بينهم حوارات دمها خفيف.

ثم طغت على السينما موضة الأفلام الرومانسية (أو هكذا يسمونها) والمقصود بها في هذا السياق الأفلام غير الكوميدية وبدأت هذه الظاهرة بالانتشار مع إصدار فيلم "سهر الليالي" وقد تحب هذا الفيلم أو تكرهه لكن تبقى الحقيقة وهي أنه أثر في اتجاه السينما فتكررت أمثال "سهر الليالي" لمجرد استجلاب الرومانسية.

الخطير في الموضوع هو فكرة "الاتجاه السائد" فيدفع صانع الفيلم إلى السير في التيار الذى الله وحده يعلم من الذي فرضه علينا وما السبب في تمسكنا به فنبتعد تدريجيا عن الإبداع ونتمسك بما نراه تحت أقدامنا فلا نحاول أن ننظر للأمام. وإن تجرأ واحد ونظر أمامه قلده الآخرون كالعميان.

اتجاه كوميدي خفيف... رومانسي كئيب.... أكشن سريع... أو حتى عشوائياتي لا يخلو أي من الأفلام منذ مدة ليست بقصيرة من فتيات الليل...وما السبب؟ قد تكون الكليشيهات، أو لأسباب أخرى لا يعرفها سوى المؤلف.

أحيان كثيرة تضحكنا مشاهد فتاة الليل كمشهد محمد هنيدي في فيلم "جاءنا البيان التالي" وغنائه الأسطوري "تتشرجا فيا...تشبكي عليا". فحفظ الجمهور هذا المشهد عن ظهر قلب ولا يزالون يضحكون عليه حتى الآن... لكن إلى متى ستبقى فكرة فتاة الليل ضيفة على أفلامنا؟

انتصار في مشهد من فيلم "سهر الليالي" الذي نالت عن دورها فيه جوائز عديدة
تأتي فتاة الليل في عدة أشكال فمثلا أن يكون دورها في مشهد محشور في الفيلم  أو الشخصية نفسها هي المحشورة وإن أزيل المشهد أو أزيلت هي لا يتأثر خط سير الفيلم ومن هذه الأمثلة الكثير مثل "صايع بحر" في مشهد مستفز جدا و "اللمبي" و"سهر الليالي" و "السفارة في العمارة" و"الباشا تلميذ" و"كدا رضا" و"الناظر".

الشكل الآخر هو الشخصية التي لها دور في الفيلم يتعلق بأحداثه لكن كان أن يعاد صياغة المشهد أو الشخصية دون تأثير كبير على روح الفيلم مثل "عمارة يعقوبيان" و"جاءنا البيان التالي" و "حرامية في كي جي تو" و"صعيدي في الجامعة الأميركية".

الشكل الثالث هو الشخصية المحورية التي يدور الفيلم حولها أو التي تلعب دورا أساسيا في أحداث الفيلم مثل "عن العشق والهوى" و"سوق المتعة" و"رسائل البحر" و"الوعد" و"الريس عمر حرب". وفي هذه النوعية بالذات تتكرر المقارنة بين فتاة الليل "الشريفة" أو التي يقع في غرامها البطل فتظهر صاحبة مبادىء ووطنية وبين أي فتاة أخرى شريفة فعليا لكنها مثلا خدعت البطل أو فجأة تظهر لنا أنها غير وطنية أو تترك البطل الفقير لتتزوج آخر غني... المقارنة تخبرنا بشىء مهم جدا وهو "لا تحكم على الآخرين" أو لا تخبرنا بلشىء سوى القليل من الفزلكة من الكاتب لا ينم إلا على فقر فكري.

والموضوع هنا ليس إن كان الفيلم تتخلله مشاهد جنسية أم لا... فالكثير من الأفلام التي ذكرتها لا تحوى أي مشاهد خارجة عن اللائق، إنما الحديث عن فكرة فتاة الليل وسر انجذاب السينما المصرية إليها. وإن سألت القائمين على العمل لأخبروك أن لهذه الشخصية وجود في المجتمع المصري... نعم لها وجود هنا مثل أى مجتمع آخر فتعرف هذه المهنة بأنها أقدم مهنة فى التاريخ...لكن السؤال هو: هل وجودها في المجتمع له أثر نفاذ لدرجة ألا يخلو فيلم منه كما لا يخلو من الموسيقى التصويرية؟

"غادة عبد الرازق في فيلم "عن العشق والهوى
أم يكون السؤال أن التردي في المجتمع من سوء حاله الاقتصادي والاجتماعي والديني وصعوبة الزواج يؤدي بالشباب "حتما" إلى هذه السكة كأنما أصبحت شىء عادي ولا غرابه فيه حتى إن لجأ الشاب إليها لا حرج عليه... تحليل منطقي أيضا...لكن في كل الأفلام؟؟؟؟؟

أتمنى أن يأتي اليوم الذي يخرج فيه المبدع ما في قلبه دون قيود... وهذا هو عكس مشاهد فتيات الليل التي قد يرى البعض أنها تنم عن الحرية في الفن وأراها أنا سجنا لكل الأفكار حتى أصبحت مثل الإجابة النموذجية التي يسأل عنها الطالب قبل كل امتحان خوفا من الأخطاء راميا وراء ظهره كل ما كان يمكن أن ينتجه لولا أنه اتبع سياسة خلينا في المضمون والجمهور عايز كدا.



1 comment:

Salma Hesham said...

7lw awiii el mawdo3 ya zeinaaa